(هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ) ، وقوله تعالى في سورة النمل آية ٦٢ : (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ).
وبهذا المعنى قوله تعالى في سورة الحديد آية ٧ : (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ، وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ).
وأنتم ترون أنّ الاستخلاف في هذه الآيات مباين لخلافة النبوة ، ومثلها تلك الآية ، وإلا لزمكم أن تقولوا إنّ جميع المؤمنين العاملين الصالحات في منطوقها خلفاء النبي (ص) ، لا خصوص المتقدمين على عليّ (ع) وذلك معلوم بالضرورة من الدين والعقل بطلانه.
أجل يا صاحبي لقد وفى الله تعالى بوعده لأصحاب نبيه (ص) في حياته ، وقبل لحوقه (ص) بربه ، ففتح لهم البلاد ، ومكّنهم من رقاب العباد ، وأحلهم الديار ، وأورثهم الأموال ، والقرآن ، يثبت هذا ويقره بقوله تعالى في سورة الأحزاب آية ٢٧ : (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ ، وَدِيارَهُمْ ، وَأَمْوالَهُمْ ، وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) فالوعد من الله تعالى في الآية كان لجميع المؤمنين الذين عملوا الصالحات على وجه الإخلاص لله تعالى لا لخصوص الخلفاء (رض) كما لا يخفى.
سادسا : إنّ تخصيصكم ذلك بخصوص الخلفاء (رض) موجب لخروج غيرهم من المؤمنين عن وصف الإيمان ، وعمل الصالحات في الآية ، ويلزمكم أن تقولوا إنّ غيرهم مشركون لا يعبدون الله وهم الفاسقون وليسوا من الذين مكّن الله دينهم الذي ارتضى لهم ، كما تقتضيه الآية ، منطوقا ومفهوما ، بعد تخصيصكم هذا ، وهو مما لا يمكن لأحد من أهل الإيمان أن يقول به.
سابعا : إنّ عموم الوعد من الله تعالى بالاستخلاف في الآية إنّما هو للمؤمنين الموصوفين بعمل الصالحات ، من أصحاب