الأبصار كان عمره (ع) يومئذ ـ روحي فداه ـ خمس سنين ، وقيل أربع سنين.
وقال الشيخ الحنفي في (ينابيع المودة) في الباب التاسع والسبعين ص ٣٧٦ وما بعدها : «وكان في غيبته تخرج توقيعات على أيدي سفرائه إلى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، وأول هؤلاء السفراء أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري ، كان منصوبا من الإمام العسكري (ع) وقام بأمر الحجة المنتظر كقيامه بأمر الإمامين قبله ، وبعد وفاته (رض) كان السفير ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان ، ثم أبو القاسم الحسين بن روح ، ثم أبو الحسن علي بن محمد السمري رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ولم تكن الشيعة لتثق بمن كان يدّعي النيابة ، إلّا بعد ظهور المعجزات الخارقة على يده من الحجة المنتظر» انتهى قوله.
وقال ابن الصباغ المكي المالكي في (فصوله المهمة) ص ٣١٩ : «قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (رض) ثم ذكر تلك العلامات ، فإنّ أردتم الوقوف عليها فراجعوها هناك وإنّما ذكرناه لكم بطوله لأنّه أقوى في الحجة ، والبرهان به أتمّ ، وإلّا فالأخبار عندنا في ذلك أكثر ، وأوضح ، وأصحّ ، وأصرح ، وقد ذكرها أصحابنا رضوان الله تعالى عليهم أجمعين في الغيبة وقد ظهر أكثرها وبقي منها اليسير.
وإذا كان هذا ، وأضعاف أمثاله ، من الأحاديث المتواترة لفظا ومعنى المؤيدة بأحاديث الشيعة ، وحفّاظ أهل السنّة ومؤرخيهم ، لا يقوم بإثبات ولادته وغيبته ، فقل لي إذن بما ذا يا ترى تستطيعون أن تثبتوا معالم دينكم ، وأحكام مذهبكم؟ وبما ذا يا ترى تثبتون نبوّة نبيّنا على من حاجّكم من أهل الكتاب وغيرهم ، وهم لم ينقلوا لكم شيئا من معجزاته (ص) ، وسواطع آياته؟ فإن رأيتم أن لكم الحجّة عليهم