ثبوت أثار النبوّة بنقل علماء الشيعة
ثم إنّا نذكر لكم صحّة ما قلناه من صدق علماء الشيعة التابعين للوصي وآل النبي (ص) ، وبطلان ما زعمه (الزرعي) ، ومن كان على شكله من الحاقدين ، والحانقين عليهم ، تبعا للأهواء ، والضلالات ، لتعلموا ثمة أنّ (الزرعي) لم يكن صادقا في مقاله ، وقديما قيل في الأمثال : «رمتني بدائها وانسلت!».
وحسبكم في ذلك شهادة الحافظ الكبير والناقد الخبير في أئمة الجرح والتعديل عند أهل السنّة الذهبي في كتابه (ميزان الاعتدال) ص ٤ من جزئه الأول في باب الألف عند ترجمته لأبان بن تغلب من أصحاب الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) ، فإنّه بعد أن نقل توثيقه عن جماعة من أئمة أهل السنّة ، كالإمام أحمد بن حنبل ، وابن معين ، وابن أبي حاتم ، قال ما لفظه :
«البدعة على ضربين : فبدعة صغرى كغلو التشيع ، أو كالتشيع بلا غلو ، ولا تحرف ، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم ، مع الدّين ، والورع ، والصّدق. فلو ردّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية ، وهذه مفسدة بيّنة ...».
والحقيقة لا تهضم ، فإن هضمت استثارت لنفسها ، فاستنارت ،