مؤمنون كاملوا الإيمان ، راسخو العقيدة ، وإلّا كان الإخبار بأنّهم سفن النجاة كذبا باطلا ، تسامى قول النبي (ص) عن الكذب ، والافتراء ، وهو سيد الأنبياء (ص). فيكون إدراكنا لبواطنهم (ع) وأنّها مثل ما أظهروه من الإيمان بالوحي الإلهي الذي لا يعتريه الشك ، إذ في الشك به كفر وضلال.
ثالثا : أترون أنّ طلحة والزبير داخلان في جماعة من مدحهم الله تعالى بقوله : (مُحَمَّدٌ ، رَسُولُ اللهِ ، وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) أم أنّهما غير داخلين؟.
فإن قلتم : إنّهما داخلان في منطوقها ، فيقال لكم : فلما ذا يا ترى لم يعصمهما المدح والثناء من الله تعالى فيما ادّعيتم ثبوتهما لهما من دفع علي (ع) عن حقّه ، ونكثهما بيعته (ع) ، وإنكارهما إمامته (ع) ، واستحلالهما حربه ، وسفك دمه ، ودماء آله ، والتدين بعداوته ، على أي نحو كان ، وأي وجه شئتم ، عمدا كان أو خطأ بشبهة كان أو عنادا ، عن اجتهاد كان أو عن تقليد؟.
وإن قلتم غير داخلين في الآية : فلم يصح لكم ما ادّعيتم وخرجتم بذلك عمّا يعتقده أهل السنّة في أصحاب النبي (ص) من عدالتهم أجمعين ، بغير دليل يقرّه العقل والدين ، كما تقدم البحث عنه في أحاديث النبي (ص) كأحاديث الحوض ، والبطانتين ، وحديث «لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبرا شبرا» المتواتر نقلها في صحاح أئمة أهل السنّة ممّا لا يمكن لأحد أن يخدش في صحتها ، أو يناقش في شيء من دلالتها إن كان من العلماء.
ثم يقال لكم : ما الذي يا ترى أخرجهما عن الآية ، وأدخل الخلفاء أبا بكر ، وعمر ، وعثمان (رض) ، في منطوقها؟ فإن كل ما تقولونه فيهم (رض) من استحقاقهم الصفات المدلول عليها في الآية