ولا يختاره (ص) ، وقد أكمل الله تعالى له دينه في حياته (ص) فقال تعالى لهم في سورة المائدة آية ٣ : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) ، ولم يكن منه ما رآه المسلمون حسنا من بيعة أبي بكر (رض) في السقيفة إطلاقا وذلك لحدوثها بعد وفاته (ص) وكمال دينه كما تعلمون وإذا كان رسول الله (ص) قد اختاره فأي معنى يا ترى لاختيار أصحابه له في السقيفة ولما ذا وقع كل ذلك التنازع بينهم فيمن يختارونه لو كان النبي (ص) قد اختاره لهم لو صحّ ما يزعمون؟ وأين يا ترى كان يومئذ رسول الله (ص) ليختاره وهو قد التحق بالرفيق الأعلى؟ وإن لم يكن ما أحدثوه في السقيفة من دينه (ص) فلا يكون اختيارهم له (رض) اختيارا لمن اختاره الله تعالى وكل ما لم يكن مختارا لله تعالى يجب الترفّع عنه ، والابتعاد منه.
خامسا : إنّ الجمع المذكر المدخول عليه الألف واللام وهو (كلمة المسلمين) في الحديث يفيد العموم باتّفاق علماء أصول الفقه من الفريقين ، ويعني ذلك أنّ ما رآه جميع المسلمين حسنا بما فيهم سيدهم رسول الله (ص) ، والأئمة الهداة من أهل بيته (ع) ، وغيرهم من جميع الصحابة ، فهو عند الله حسن ، وأنتم تعلمون أنّ الذين حضروا يومئذ في السقيفة ، كانوا بعض الصحابة ، ولم يكونوا كل الصحابة ، بل ولم يكونوا كل المسلمين من أهل المدينة ، ومن حولها ، بل ولا جميع المسلمين المنتشرين في البلدان الإسلامية ، الذين لهم الحق في إبداء الرأي في الاختيار المدلول عليه في الحديث ، ولم يكن معهم رسول الله (ص) ، ولا أحد من أهل بيته (ص) ، أمّا رسول الله (ص) فقد اختاره الله تعالى يومئذ إلى جواره ، وأهل بيته لم يشهدوا السقيفة ، ولم يحضروها ، بل كانوا منصرفين كلهم إلى تجهيز النبي (ص) ، وهذا شيء لا يختلف فيه اثنان من أهل الإسلام ، فما صنعه بعضهم في