وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله» ، فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي (ص) ، قال رسول الله (ص) : «قوموا!» قال عبد الله ، فكان ابن عباس يقول : «الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم».
وهل يتسنّى لكم بعد هذا كلّه أن تقولوا بعدالة جميع الصحابة ، وإنّ أعمالهم كلّها مجيدة؟ أليس قول الخليفة عمر (رض) : «إنّ النبي (ص) قد غلبه الوجع» يعني أنّه (ص) يتكلم بكلام المرضى الذي هو عبارة أخرى عن كلمة (هجر) التي تعني الهذيان ، والهذر ، بدليل قوله (رض) لأصحابه والموافقين له على قوله (رض) ، «وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله» دون أن ينظر إلى قوله تعالى في وصف نبيّه (ص) (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى).
وأنّه (ص) لا ينطق عن الهوى في سائر أوقاته بمختلف حالاته سواء أكان في حال صحته ، أو حال مرضه (ص)؟.
وإن قلتم كما قال غيركم تصحيحا لقول الخليفة عمر (رض) : إنّ قوله (ص) ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده ، لم يكن على وجه العزيمة والوجوب ، وإلّا لما حال بينه وبين كتابته حائل مطلقا.
فيقال لكم ويردّ عليكم بالنقض.
أولا : بأنّ قوله (ص) فيما قلتم مروا أبا بكر فليصل بالناس ، لم يكن على وجه العزيمة والوجوب ، وحينئذ فلا يدلّ على الإمامة ووجوب الطاعة مطلقا.
ثانيا : إنّ الأمر ظاهر في الوجوب باتّفاق المحققين من علماء أصول الفقه بين الفريقين فلا يجوز العدول عنه إلى غيره.