بالناس. قالت : فقلت : يا رسول الله! إنّ أبا بكر رجل أليف ، وإنّه متى يقم مقامك لم يسمع الناس ، فلو أمرت عمر! فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس! قالت : فقلت لحفصة قولي له إنّ أبا بكر رجل أسيف ، وإنّه متى يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر! فقالت له : فقال رسول الله (ص) إنّكن لأنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصلّ بالناس! قالت فأمروا أبا بكر يصلّي بالناس ، فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله (ص) من نفسه خفّة فقام يتهادى بين رجلين ، ورجلاه تخطّان الأرض ، فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسّه فذهب يتأخر فأومأ إليه رسول الله (ص) فجاء رسول الله (ص) فجلس عن يسار أبي بكر فكان أبو بكر يصلّي قائما وكان رسول الله (ص) يصلّي قاعدا يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله (ص) ، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر».
وقد أخرجه الإمام البخاري في أواخر ص ٩٠ من صحيحه في باب (الرجل يأتمّ بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم) من جزئه الأول.
وأخرج مثله في باب (من أسمع الناس تكبير الإمام) ص ٩٠ من أبواب صلاة الجماعة من كتاب الأذان من جزئه الأول وأنتم تجدون هذا صريحا في أنّ أول صلاة صلّاها أبو بكر (رض) هي التي عزله عنها رسول الله (ص).
وأمّا كون تلك الصلاة هي صلاة الصبح لا غيرها فلما ذكره الطبري في ص ١٩٦ من تاريخه من جزئه الثالث عن عبد الله بن أبي مليكة قال : «لما كان يوم الاثنين خرج رسول الله (ص) عاصبا رأسه إلى صلاة الصبح ، وأبو بكر يصلّي بالناس ، فلما خرج رسول الله (ص) تفرّج الناس ، فعرف أبو بكر أنّ الناس لم يفعلوا ذلك إلّا لرسول الله (ص) فنكص عن مصلاه ، فدفع رسول الله (ص) في