ظهره ، وقال صل بالناس ، وجلس رسول الله (ص) إلى جنبه فصلّى قاعدا عن يمين أبي بكر ، فلما فرغ من الصلاة أقبل على الناس وكلّمهم رافعا صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول أيّها الناس! سعرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ...» (الحديث).
وهو صريح في أنّ تلك الصلاة لم تكن إلّا صلاة الصبح لا سواها.
وأمّا كونها في يوم وفاة النبي (ص) فلما أخرجه المتقي الهندي في (كنز العمال) ص ٥٧ من جزئه الرابع عن أبي يعلى في مسنده وابن عساكر عن أنس قال : «لما مرض رسول الله (ص) مرضه الذي مات فيه ، أتاه بلال فآذنه بالصلاة ، فقال (ص) : يا بلال قد بلغت فمن شاء فليصل ، ومن شاء فليدع. قال : يا رسول الله (ص) فمن يصلّي بالناس؟ قال مروا أبا بكر فليصل بالناس ، فلما تقدم أبو بكر رفعت الستور عن رسول الله (ص) فنظرنا إليه كأنّه ورقة بيضاء عليها قميصة سوداء ، فظنّ أبو بكر أنّه يريد الخروج فتأخّر فأشار إليه رسول الله (ص) أن صلّ مكانك ، فما رأينا رسول الله (ص) حتى مات من يومه».
وفيه أيضا ص ٥٨ جزئه الرابع عن أبي الشيخ في الأذان :
عن عائشة أمّ المؤمنين (رض) قالت : ما مرّ عليّ ليلة مثل ليلة مات رسول الله (ص) يقول : يا عائشة هل طلع الفجر ، فأقول لا يا رسول الله (ص) حتى أذّن بلال بالصبح ، ثم جاء بلال فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمك الله! فقال النبي (ص) من هذا؟ فقلت : بلال. فقال : مري أبا بكر أن يصلي بالناس (الحديث).
فنتج ممّا أوردناه لكم إنّ الصلاة التي تقدم فيها أبو بكر (رض)