أصله من ابنته عائشة أم المؤمنين (رض) على ما سجّله أئمة الحديث عند أهل السنّة ، إلّا أنّه جاء عنها على وجه التضاد والتنافي ، وذلك من أوضح الأدلّة على أنّ واضعيه لم ينتبهوا حينما وضعوه إلى هذا التضاد ليكفّوا عن وضعه ، فالمروي عنها عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود : «أنّ النبي (ص) صلّى عن يسار أبي بكر قاعدا على ما أخرجه البخاري (في صحيحه) في أوائل ص ٩١ من جزئه الأول في باب (الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم) من أبواب صلاة الجماعة من كتاب الأذان ، والمروي عن عروة عن أبيه عن عائشة (رض) : «قالت فجلس رسول الله (ص) حذاء أبي بكر إلى جنبه» على ما أخرجه البخاري في أواخر ص ٨٦ من جزئه الأول في باب (من قام إلى جنب الإمام لعلّة) والذي رواه الطبري في ص ١٩٦ من تاريخه من جزئه الثالث كما تقدم «فصلى رسول الله (ص) قاعدا عن يمين أبي بكر (رض)».
فأنتم ترون أنّ ناقل الحديث يقول تارة : إنّ النبي (ص) كان إماما لأبي بكر (رض) ، وطورا يقول كان أبو بكر (رض) ، إماما ، ومرة يقول صلّى النبي (ص) جالسا عن يسار أبي بكر (رض) ، وأخرى يقول صلّى النبي (ص) قاعدا عن يمين أبي بكر (رض).
وأخرج الإمام مسلم في (صحيحه) ص ١٨٧ من جزئه الأول في باب (استخلاف الإمام إذا عرض له عذر) عن عائشة أم المؤمنين (رض) أنّها قالت : «لقد راجعت رسول الله (ص) في ذلك ، وما حملني على كثرة مراجعته إلّا أنّه لم يقع في قلبي أن يحب الناس رجلا قام مقامه أبدا ، وإلّا فإنّي كنت أرى أنّه لن يقوم مقامه أحد إلّا تشاءم الناس به ، فأردت أن يعذل ذلك رسول الله (ص) عن أبي بكر (رض).