طالب (ع) وإن أظهر الحب لأبي بكر ، وعمر ، وعثمان (رض) وتديّن به وكيف يا ترى يخفى عليكم؟ :
ما فعله بنو أمية وعمّالهم في أدوارهم من اختبار الناس بالبراءة من علي (ع) ، واعتبارهم ذلك طريقا إلى معرفة اعتقادهم في المتقدمين (رض) عليه (ع) ، وكل من امتنع من البراءة منه (ع) حكموا عليه بعداوة أبي بكر وعمر (رض) ، والبراءة من عثمان بن عفان (رض) ، فلا يجد أمامه إلّا القتل ، ومن تبرأ من علي (ع) كان عندهم من أهل السنّة ، ومن الموالين لأبي بكر وعمر وعثمان (رض) ، وكانوا ينالون منصب الإمارة ، والقضاء ، وحيازة الأموال؟؟.
والتقرّب من خلفاء بني أمية ، وبني العباس ، بالتعصّب لأبي بكر وعمر وعثمان (رض) ، والدعوة إلى إمامتهم ، والتفضيل لهم (رض) على جميع الصحابة ، والافتعال بما ينسبونه إليهم من الفضل ممّا لا وجود له في كتاب الله تعالى ، ولا في سنّة نبيّه (ص) ، ولا يقرّه من له عقل سليم ، وهذا شيء لا سبيل إلى إنكاره.
وبعد وقوفكم على هذا كله ، وأضعاف أمثاله ، كيف يصحّ لكم أن تدعوا وجود فضل لهم (رض) يميّزهم عن غيرهم لم نحط به علما أوجب لهم (رض) التقدّم على أصحاب رسول الله (ص) جميعا؟.
والخلاصة : لو كان ما ادّعيتموه لهم من الفضل صحيحا لاحتجّ به أبو بكر (رض) في السقيفة على من نازعه الخلافة من الخزرج حتى قال هو (رض) لمن حضرها من الأنصار. «منّا أمير ومنكم أمير».
وهذا يدلّكم بوضوح على أنّ شيئا من ذلك لم يكن معلوما لديهم وإلّا لم يقع التنازع بينهم في السقيفة في تعيين شخص الخليفة من بينهم ، حتى كادت الفتنة أن تقع بينهم على ما تقدم تسجيله عن كل