ب. أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أماط الستر عن وجه الحقيقة ، فقد صرّح بأسماء من نزلت الآية بحقّهم حتّى يتعيّن المنظور منه باسمه ورسمه ولم يكتف بذلك ، بل أدخل جميع من نزلت الآية في حقّهم تحت الكساء ومنع من دخول غيرهم.
ولم يقتصر على هذين الأمرين (ذكر الأسماء وجعل الجميع تحت كساء واحد) بل كان كلّما يمرّ ببيت فاطمة عليهاالسلام إلى ثمانية أشهر يقول : الصلاة ، أهل البيت : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وقد تضافرت الروايات على ذلك ، ولو لا خوف الإطناب لأتينا بكلّ ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكن نذكر من كلّ طائفة أنموذجا :
أمّا الطائفة الأولى : أخرج الطبري في تفسير الآية عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نزلت الآية في خمسة : فيّ وفي علي رضى الله عنه وحسن رضى الله عنه ، وحسين رضى الله عنه ، وفاطمة رضي الله عنها ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) الحديث (١).
وأمّا الطائفة الثانية : فقد روى السيوطي وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : خرج رسول الله غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما فأدخلهما معه ، ثمّ جاء علي فأدخله معه ، ثمّ قال :
__________________
(١) ولمن أراد المزيد فليرجع إلى تفسير الطبري والدر المنثور للسيوطي في تفسير آية التطهير.