وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «خير الأمور أوسطها» (١) أي أعدلها. وقيل كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أوسط قريش نسبا. (٢)
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عليكم بالنمط الأوسط». (٣)
وقول الشاعر : «هم وسط يرضى الأنام بحكمهم». (٤)
وقال الجوهري : وسطا أي عدلا ، (٥) ولأنّ الوسط حقيقة في البعد عن الطّرفين ، فالبعيد عن طرفي الإفراط والتفريط اللّذين هما رديّان متوسط ، فكان فضيلة ، ولهذا يسمّى الفاضل في كلّ شيء وسطا (٦) ،
__________________
(١) عوالي اللآلي : ١ / ٢٩٦ ح ١٩٩ ؛ بحار الأنوار : ٧٤ / ١٦٦ ح ٢ وج ٧٥ / ١١ ح ٧٠ ؛ تفسير القرطبي : ٢ / ١٥٤ ؛ الدر المنثور : ٤ / ١٧٩ و ٢٠٨.
(٢) المحصول : ٤ / ٧٠. وذكر نحوه في بحار الأنوار : ٨ / ١٥٦ وج ٣٥ / ١٢٧ وج ٤٩ / ٢٠٩ ح ٣.
(٣) مقاتل الطالبيين : ١٦٣ ؛ تفسير القرطبي : ٢ / ١٥٤ ؛ العين : ٧ / ٤٤٢.
(٤) القائل هو زهير بن أبي سلمى (المتوفّى ١٣ قبل الهجرة) من أهل نجد وأحد الشعراء الثلاثة المتقدّمين على الشعراء مع امرؤ القيس والنابغة الذبياني. كان لزهير أخلاق عالية ونفس كبيرة مع سعة صدر وعلم وورع ، فرفع القوم منزلته وجعلوه سيدا. وكثر ماله واتّسعت ثروته ، وكان مع ذلك عريقا في الشاعرية ، فكان أبوه شاعرا وكذلك خاله وأختاه وابناه. وكان لشعره تأثير كبير في نفوس العرب ، وكان مقربا من أمراء ذبيان. وكان شديد العناية بتنقيح شعره حتّى ضرب به المثل ، وسمّيت قصائده بالحوليات ، لأنّه كان ينظم القصيدة في أربعة أشهر ويهذّبها بنفسه في أربعة ويعرضها على الشعراء في أربعة. (معجم المطبوعات العربية : ١ / ٩٨٠ ؛ الأعلام : ٣ / ٥٢). وتمام البيت هو :
هم وسط يرضى الأنام بحكمهم |
|
إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم |
راجع ديوان زهير : ٢ / ٢٧ ؛ التبيان : ٢ / ٦ ؛ مجمع البيان : ١ / ٤١٦ ؛ الإحكام للآمدي : ١ / ٢١١.
(٥) صحاح الجوهري : ٣ / ١١٦٧ ، مادة «وسط».
(٦) في «أ» : أوسط.