المراد بذلك انّه جعل أكثرهم عدولا في الظاهر لا في الحقيقة ليشهدوا من جهة الخبر.
وأجاب بأنّ الظاهر من قوله : (جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) انّهم كذلك على الحقيقة ، لأنّ الخبر يقتضي كون المخبر على ما تناوله (١) ، كما لو أخبر أنّه جعلهم بيضا وسودا.
وعن الرابع : لو كان المراد عدالتهم في الآخرة لقال سيجعلكم ، ولأنّ جميع الأمم عدول في الآخرة ، فلا يبقى في الآية تخصيص لأمّته صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه الفضيلة.
وعن الخامس : انّه لا سبيل إلى حمل لفظ الأمّة على كلّ من آمن بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى يوم القيامة لما تقدّم ، ولا على من كان موجودا في زمانه عليهالسلام لعدم العبرة بقولهم في زمانه ، ولا وجود لهم بعد وفاته لموت كثير منهم قبله ، فلا يبقى لقوله : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) فائدة ، فيحمل على أهل كلّ عصر ، تحقيقا لفائدة كونهم شهداء.
وعن السادس : يجب اعتقاد العموم في قبول الشهادة دفعا للإجمال ، ولأنّ الاحتجاج في الوصف بالعدالة ، وإذا كانوا عدولا وجب قبولهم في كلّ شيء وهو جواب السابع.
وعن الثامن : أنّ العام المخصوص حجّة في الباقي على ما تقدّم.
__________________
(١) في «أ» : يتناوله.