[وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم] : من سرّه بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، فإنّ الشيطان مع الواحد وهو عن الاثنين أبعد (١).
[وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم] : لا يزال طائفة من أمّتي على الحق لا يضرّهم من ناواهم إلى يوم القيامة. (٢)
[وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم] : ستفترق أمّتي كذا وكذا فرقة كلّها في النار إلّا فرقة واحدة ، قيل : ومن تلك الفرقة؟ قال : هي الجماعة. (٣)
فقد اشتركت هذه الأحاديث في الدلالة على معنى واحد ، وهو أنّ الأمّة بأسرها لا تتفق على الخطاء.
الثاني : الاستدلال وهو من وجهين :
الأوّل : هذه الأحاديث لو صحّت لثبت بها أصل عظيم مقدّم على الكتاب والسنّة ، فيتوفّر الدواعي على البحث عنه بأقصى الوجوه ، أمّا الأولياء فلتصحيح مثل هذا الأصل العظيم بها ؛ وأمّا الأعداء فلدفعه ، فلو كان في متنها خلل امتنع ذهولهم عنه ، فلمّا لم يقدر أحد على الطعن فيها مع شدة بحثهم وطلبهم علمنا صحّتها.
الثاني : ظهر من التابعين إجماعهم على أنّ الإجماع حجّة بهذه
__________________
(١) مسند أحمد : ١ / ٢٦ ؛ سنن الترمذي : ٣ / ٣١٥ ؛ مستدرك الحاكم : ١ / ١١٤ و ١١٥ ؛ مجمع الزوائد : ٥ / ٢٢٥.
(٢) كنز العمال : ١٢ / ١٧٩ برقم ٣٤٥٦١ ؛ المعجم الكبير : ٨ / ١٤٥.
(٣) مسند أحمد : ٤ / ١٠٢ ؛ سنن ابن ماجة : ٢ / ١٣٢٢ ؛ مستدرك الحاكم : ١ / ١٢٨ ؛ مجمع الزوائد : ٦ / ٢٢٦ ؛ كشف الغطاء : ١ / ١٥١.