السابع : لو لم يعتبر المخالفة في عصرهم لبطل مذهب المخالف ، لهم في عصرهم بموته، لأنّ من بقي بعده كلّ الأمّة ، وهو خلاف الإجماع.
والجواب عن الأوّل : لا يلزم من كونهم شهداء على غيرهم أن لا يكونوا شهداء على أنفسهم إلّا من حيث المفهوم وليس حجّة ، بل قبول شهادتهم على أنفسهم أولى لعدم التهمة ، وفائدة التخصيص التنبيه بالأدنى على الأعلى ، كما قد يقبل إقرار المرء على نفسه ولا تقبل شهادته على غيره ، ولأنّ المراد كونهم شهداء يوم القيامة على الأمم بإبلاغ أنبيائهم إليهم ، فلا يكون حجّة في صورة النزاع.
وعن الثاني : قول عبيدة (رأيك في الجماعة) لا يدلّ على أنّه إجماع ، وإنّما أراد انضمام القولين أرجح من الانفراد ، على أنّ قول عبيدة ليس حجّة ، وقول علي عليهالسلام لا يدلّ على الإجماع ، بل على أنّ قوله وقول عمر خاصة ثمّ انفرد هو عليهالسلام. على أنّ الإمامية منعوا هذا الحديث بالكلّية لأنّ عليا عليهالسلام لم يكن يقول بالرأي.
وعن الثالث : نمنع الإجماع على قول أبي بكر فإنّ عمر نازعه في التسوية وقال له : أتجعل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله كمن دخل في الإسلام كرها؟! فقال أبو بكر : إنّما عملوا لله وإنّما أجرهم على الله تعالى وإنّما الدنيا بلاغ.
وعن الرابع : إن أرادوا بنفي الاستقرار عدم حصول الاتّفاق ، فهو باطل ، لأنّ كلامنا في أنّه لو حصل لكان حجّة ، وإن أرادوا أنّه لا يكون حجّة بعد حصوله فهو المتنازع.