خير» (١) ولم يجعلها منهم ، فلو كان راجعا إلى الزوجات لدخلت فيهن ولأجابها بنعم.
د. لفظة «إنّما» للحصر فهي دالّة على أنّه تعالى ما أراد أن يزيل الرجس عن أحد إلّا عن أهل البيت ، لكنّه غير جائز ، لأنّه تعالى أراد زوال الرجس عن الكلّ ، وإذا تعذّر حمله على ظاهره وجب حمله على زوال [بعض] الرّجس عنهم ، لأنّ ذكر السبب لإرادة المسبب جائز ، وزوال الرجس هو العصمة ، فهي دالّة على عصمة أهل البيت عليهمالسلام ، وكلّ من قال ذلك حصر المراد في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، فلو حمل على غيرهم لزم خرق الإجماع.
ه. مراد الله تعالى واجب الوقوع مطلقا عندهم وعندنا في أفعاله ، فيكون وقوع الرجس عنهم محالا ، وهو إنّما ثبت في حقّ المعصومين لا الزوجات لوقوع الذنب منهن.
__________________
(١) روي هذا الحديث في تفسير الطبري (جامع البيان) : ٢٢ / ١١ برقم ٢١٧٣٢ وص ١٢ برقم ٢١٧٣٦ و ٢١٧٣٩ عن أم سلمة قالت : لمّا نزلت هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فجلّل عليهم كساء خيبريا ، فقال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا» قالت أم سلمة : ألست منهم؟ قال : «أنت إلى خير».
وروى هذا الحديث أيضا الترمذي في سننه : ٥ / ٦٦٣ برقم ٣٧٨٧ ، باب مناقب أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ وابن الأثير في جامع الأصول : ١٠ / ١٠٠ ـ ١٠٣ ؛ والسيوطي في الدر المنثور : ٥ / ١٩٨ ـ ١٩٩ ؛ والواحدي النيسابوري في أسباب نزول الآيات : ٢٣٩ ؛ والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ٢ / ٣٧ و ٣٨ و ٣٩ و ٥٢ و ٦٢ و ٦٣ ؛ والقرطبي في تفسيره : ١٤ / ١٨٣ ؛ وابن كثير في تفسيره : ٣ / ٤٩٢ و ٤٩٣ و ٤٩٤ ؛ وأبو يعلى الموصلي في مسنده : ١٢ / ٣١٣ و ٤٥١ ؛ والطبراني في المعجم الكبير : ٣ / ٥٤ و ٥٥ ، وج ٩ / ٢٦ ، وج ٢٣ / ٢٨١ و ٣٣٣ ، وغيرها كثير.