وقول المعرّي (١) :
نبيّ من الغربان ليس على شرع |
|
يخبّرنا أنّ الشعوب إلى صدع |
وهو حقيقة في القول المخصوص إجماعا ومجاز في غيره ، لتبادر الأوّل إلى الذهن دون الثاني في قولنا : أخبر فلان بكذا وفلان مخبر ، والغالب انّما هو استعمال اللّفظ في حقيقته دون مجازه.
وهو عند بعض الأشاعرة مشترك بين القول المخصوص والمعنى القائم بالنّفس ، وعند آخرين ، انّه مجاز في الثاني حقيقة في الأوّل لتبادره إلى الفهم دون الثاني ، وأمّا عند المعتزلة فإنّه حقيقة في القول وليس مستعملا في
__________________
ـ (٣٠٣ ـ ٣٥٤ ه) الشاعر الحكيم وأحد مفاخر الأدب العربي ، ولد بالكوفة ونشأ بالشام ، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيّام الناس ، وقال الشعر صبيا ، وكان شجاعا طموحا محبّا للمغامرات ، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك على صياغة قوية محكمة ، تجوّل في البلدان ومدح الأمراء كسيف الدولة الحمداني وكافور الاخشيدي وابن العميد وعضد الدولة ، له ديوان شرحه طائفة من كبار الأدباء كابن جني وأبي العلاء المعري والواحدي والعكبري ، قتل في النعمانية على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي وهو خال ضبة بن يزيد الأسدي الّذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة. الأعلام : ١ / ١١٥ ؛ المنجد (قسم الأعلام) : ٦٣٣.
(١) هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعرّي (٣٦٣ ـ ٤٤٩ ه) شاعر فيلسوف ، ولد ومات في معرّة النعمان ، كان نحيف الجسم أصيب بالجدري صغيرا فعمي في السنة الرابعة من عمره ، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة ، وهو من بيت علم كبير في بلده ، ولما مات وقف على قبره ٨٤ شاعرا يرثونه ، له ديوان شعر ومصنفات كثيرة ، منها : رسالة الغفران ، الرسالة الإغريقية ، الفصول والغايات ، وغيرها كثير. الأعلام : ١ / ١٥٧.