وقال في الفتيا عبد الله بن الزبير ، والزبير أعظم منه ولم يقل فيه شيئا.
وكان أبو عبيدة ومعاذ بالشام ، فقال معاذ ولم يقل أبو عبيدة مع أنّ أبا عبيدة أعظم منه.
وكيف يقال الخوف قد كان زائلا ، وقد قال ابن عباس : هبته وكان مهيبا. (١)
ولأنّ العظيم إذا اختار مذهبا ، شقّ عليه إبطاله وصار ذلك سببا للعداوة.
قوله : لو كان الخوف مانعا من المخالفة لما اختلفوا في مسألة الجدّ والحرام وغيرهما.
قلنا : القياس أصل عظيم في الشرع نفيا وإثباتا ، وكان النزاع فيه أصعب من النزاع في الفروع ، ولهذا حكم من لم يعتقد القياس من أهل زماننا بضلال القائل به بخلاف فروع الفقه.
الرابع عشر : سلّمنا عدم ظهور أسباب الخوف ، لكن أجمع المسلمون على عدم عصمتهم ، فجاز ارتكابهم لما لا ينبغي ، وحسن الظن بهم لا يكفي في الأمور القطعية.
الخامس عشر : لعلّهم سكتوا لعدم ظهور بطلان القياس وحقّيّته ، ففرضهم حينئذ السكوت لو اعتقد خطأه ، لكنّه من الصغائر فلا يجب
__________________
(١) المحصول : ٢ / ٢٧٦ ؛ الرد على أبي بكر الخطيب البغدادي : ٧٣ ؛ المغني : ٧ / ٢٦ نحوه ؛ الخلاف : ٢ / ٢٨٢ ، المسألة ٨١ بتفاوت ؛ عوالي اللآلي : ١ / ٤٥٢ ح ١٨٣.