لا يقال : اللام ليست صريحة في العلّية لدخولها على لفظ العلّة ، كما يقال : لعلة كذا ، ولو كان للعلّة كان تكريرا.
ولأنّه تعالى قال : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ)(١) ، وبالإجماع لا يجوز أن يكون ذلك غرضا.
ولقول الشاعر :
لدوا للموت وابنوا للخراب (٢) |
|
.................. |
وليست اللام للغرض.
ولأنّه يقال : أصلّي لله تعالى ، ولا يجوز أن تكون ذاته تعالى غرضا.
ولأنّه يقال : لم فعلت كذا؟ فنقول : لأنّي قصدت أن أفعله.
وكلّ هذه ليست عللا ، لأنّها ليست مؤثرات ولا بواعث على التأثير.
لأنّا نقول : صرّح أهل اللغة بأنّ اللام للتعليل ، وقولهم حجّة ، وهذه
__________________
(١) الأعراف : ١٧٩.
(٢) تمام البيت كما يلي :
له ملك ينادي كل يوم |
|
للدوا للموت وابنوا للخراب |
والبيت منسوب إلى أمير المؤمنين عليهالسلام كما في خزانة الأدب : ٩ / ٥٣١ ومجمع البحرين : ٤ / ٩٧.
وقد ورد بصيغة أخرى والقائل هو أبو العتاهية على ما ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام : ١٥ / ٤٦٠ ، ونسبه الأمين في أعيان الشيعة : ٥ / ٣٨٢ و ٣٨٩ إلى أبي نؤاس.
والبيت كما يلي :
للدوا للموت وابنوا للخراب |
|
فكلّكم يصير إلى ذهاب |