بالقوة والنحل (١) والنسب.
وعلاجه أن يتأمل فى البراهين الدالة على انها ليست من موجبات المدح بل هى أوهام بالجملة باطلة وخيالات فاسدة لا تفيد الا شدة الجهل وتاكيد الغرور وتراكم الضلالات والبعد عن الله تعالى.
واما القسم الثالث : إذا مدح بوصف غير حاصل فيه فحصول الفرح لهذا المدح غاية الجنون (١ هو كما إذا مدح بالصلاة والورع والاشتغال بخدمة الله تعالى مع انه يعرف انه فى قلبه وباطنه خال عن هذه الافعال ، وانه ما اتى بهذه الطاعات الظاهرة الا طالبا للمال والجاه ، فهذه حالة التزوير والتدليس.
العلاج الثانى بحب المدح ، ان ذلك المدح إما أن يكون كذبا أو صدقا ، فإن كان كذبا فالقائل يستوجب (الورقة ٢٨٨ ظ) العقاب على الكذب والسامع له الراضى به يستوجب العقاب على كونه راضيا بالمعصية ، وإن كان صدقا فالقائل إنما يقوله لغرض فاسد عاجل ، والسامع لا بد وأن يحصل له العجب والتيه وذلك مما ينقص ثواب طاعته فى الآخرة ، ومما يوجب حصول نوع من العجب والفضيلة الخالية عن العجب أحب إلى الناس العقال (٢) من الفضيلة المقرونة بالعجب ،
العلاج الثالث : إن بعض الناس وإن كانوا يمدحون فهم (٣) فى الاكثر يذمون ، فان عرض الانسان نكتة (٤) لأن يفرح بالمدح فقد عرضه لان يحزن ويتألم بسبب الذم اكثر ، فهذا الانسان الّذي فعل
__________________
(١) المخطوطة : والجل
(٢) العقال جمع عاقل ،
(٣) المخطوطة : فيهم
(٤) أيضا : ملسه