النبوة وبعبارة اخرى الكلام والاشكال في أصل النبوة وقبل اثباتها كيف يمكن اثبات اعتبار الخبر بالكتاب وبعبارة واضحة اعتبار الخبر يتوقف على ثبوت النبوة وكون القرآن نازلا من عند الله وثبوت النبوة يتوقف على اعتبار الخبر وهذا دور إلّا أن يقال بعد ثبوت النبوة عند المسلمين وكون القرآن معجزة للنبي صلىاللهعليهوآله يمكن الاستدلال بما فيه.
وخامسا : انه لو اغمض عن جميع ما ذكر نقول غاية ما يستفاد من الآية الشريفة اعتبار خبر علماء اليهود والنصارى بالنسبة الى رسالة رسول الاسلام لكن لا دليل على حجية الخبر على الاطلاق اللهم إلّا أن يقال اذا ثبت اعتباره بالنسبة الى اصل الرسالة فاعتباره في الفروع بطريق اولى فلاحظ.
الوجه الخامس : قوله تعالى (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.)(١).
بتقريب ان الله يمدح نبي الاسلام بكونه اذنا يصدق ويؤمن بالله وبالمؤمنين فالآية تدل على اعتبار خبر المخبر الواحد.
وفيه اولا : ان التصديق وعدم التكذيب لا يستلزم ترتيب الاثر العملي وبعبارة اخرى يمكن أن يكون الآية في مقام بيان شعبة من شعب الاخلاق الحميدة وان مقتضى حسن العشرة مع الناس انه اذا اخبر أحد بأمر أو اذا اعتذر احد بعذر لا يكذّبه الطرف المقابل بل يصدقه ولو مع العلم بأنه كاذب كما ان الامر كذلك في مورد الآية الكريمة والدليل على ما ذكر الرواية المروية عن أبي الحسن موسى
__________________
(١) التوبة / ٦١.