بجميع الاحكام الواقعية ولا يتصور الحكم الظاهري بالنسبة اليه وبعبارة واضحة : الرسول الاكرم مشرع للاحكام ولا مجال لجهله بالحكم الواقعي هذا اولا وثانيا على فرض الاغماض تختص الآية بخصوص الاطعمة ولا تشمل غير الطعام فلا مجال لان يستدل بالآية الشريفة على البراءة على الاطلاق.
الوجه الخامس : قوله تعالى (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)(١) بتقريب ان المراد من الهلاك العذاب فيكون المراد ان تحقق العقاب متوقف على تمامية البيان فمع عدم البيان على الحكم لا عقاب ولا مؤاخذة وهذا هو المطلوب.
وفيه ان المقصود من الآية الشريفة الايمان والمراد من الحياة الحياة المعنوية والدليل عليه ان الآية متعرضة لقضية يوم البدر وغلبة المسلمين على الكفار فلا ترتبط بالمقام فلاحظ.
الوجه السادس : ما رواه حريز بن عبد الله ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : رفع عن أمتي تسعة أشياء : الخطا ، والنسيان ، وما اكرهوا عليه ، وما لا يعلمون ، وما لا يطيقون ، وما اضطروا اليه ، والحسد ، والطيرة ، والتفكر في الوسوسة في الخلق «الخلوة» ما لم ينطقوا بشفة» (٢).
وهذه الرواية تارة يبحث فيها من حيث السند واخرى من حيث الدلالة أما من حيث السند فان سيدنا الاستاد عبر عنها بالصحيحة ولكن للمناقشة في سند الحديث مجال فان احمد بن محمد بن يحيى لم يوثق قال الحر في رجال الوسائل «احمد بن محمد بن يحيي العطار
__________________
(١) الانفال / ٤٢.
(٢) الوسائل الباب : ٥٦ من أبواب جهاد النفس الحديث : ١.