غير ثقة وادلة حجية الخبر الواحد تقيد اطلاقات هذه النصوص.
ان قلت : لسان هذه الاخبار غير قابل للتخصيص اذ كيف يمكن تخصيص قوله ما خالف الكتاب زخرف وأمثال هذا المضمون. قلت : هذا التقريب يدفع اصل الاشكال أي الاخبار المشار اليها لا تشمل المخالف بالعموم والخصوص اذا المخالفة بهذا النحو لا يكون مخالفا عرفا مضافا الى أنه لا شبهة في صدوره عنهم كثيرا كما سبق منا فالمتحصل انه لا دليل على عدم اعتبار الخبر الواحد ، هذا تمام الكلام في الموضع الاول.
الموضع الثاني : في بيان الوجوه القابلة للاستدلال بها على حجية الخبر الواحد. الوجه الاول : قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ)(١).
وشأن نزول الآية على ما يظهر من التفسير ان النبي صلىاللهعليهوآله ارسل وليدا لاخذ صدقات بني المصطلق فخرجوا يتلقونه فرحا به وكانت بينهم عداوة في الجاهلية فظن انهم هموا بقتله فرجع الى رسول الله وقال انهم منعوا صدقاتهم فغضب النبي صلىاللهعليهوآله وهم ان يغزوهم فنزلت الآية وللاستدلال بها على المدعى تقريبات :
التقريب الاول : للاستدلال بها على المدعى ان وجوب التبين تعلق بعنوان نبأ الفاسق فيفهم اختصاص الحكم به وبعبارة اخرى التبين في حد نفسه لا يكون واجبا بل التبين مقدمة للعمل فخبر الفاسق لا يكون امارة على المخبر به بل لا بد من التبين فالآية بمفهوم الوصف تدل على نفي التبين فيما لا يكون المخبر فاسقا.
__________________
(١) الحجرات / ٦.