مع النفع تقابل الضدين فان الانسان ربما يتضرر وربما ينتفع وثالثة لا هذا ولا ذاك مثلا التاجر قد يربح وقد يخسر واخرى لا هذا ولا ذاك وان شئت قلت : الضرر عبارة عن نقص في المال أو البدن أو الاعتبار وأما الضرار فقد ذكرت في معناه معان مختلفة منها انه مرادف للضرر في المعنى لكن يستفاد من موارد استعماله انه اشرب فيه قصد الاضرار والعناد والسعي في ايراد الضرر على الغير لاحظ قوله تعالى (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً)(١) وقوله تعالى (وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا)(٢) وقوله تعالى (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللهِ)(٣) وقوله تعالى (وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)(٤).
ولاحظ قوله صلىاللهعليهوآله في الحديث مخاطبا لسمرة انك رجل مضار لا يقال لفظ ضرار مصدر لباب المفاعلة فانه يقال كثيرا ما يستعمل في الفعل غير القائم بالطرفين ويظهر هذا بالمراجعة الى موارد الاستعمال.
الجهة الثالثة : في فقه الحديث وبيان المراد منه وقد اختلف الاقوال فيه.
القول الاول : ان المراد من الضرر عنوان الحكم اى الحكم الضرري منفي في الشريعة الاسلامية وبعبارة اخرى كما ان مفاد قاعدة لا حرج نفي الحكم الناشي منه الحرج كذلك يستفاد من نفي الضرر نفي الحكم الناشي منه الضرر فكل حكم شرعي مثبت أو ناف ينشأ منه
__________________
(١) التوبة / ١٠٧.
(٢) البقرة / ٢٣١.
(٣) النساء / ١٢.
(٤) الطلاق / ٧.