في كتاب الغوالي وفي صاحبه (١) ، فلا تصلح للحجيّة ، وأيضا يرد عليها الإشكال الأخير الوارد على المقبولة.
والجواب : أمّا عن الإشكال الأخير فبما مرّ ، وأمّا ضعف السند فبإمكان دعوى جبرها بالشهرة ، وبكون مضامينها مطابقة للمقبولة وسائر الأخبار ، إلا أن يقال إنّ الشهرة تطابقيّة لا استناديّة ، ومطابقة المضامين لا تثمر في الحجية ، وهو كذلك إلا أنّا نقول إنّا لا نحتاج إليها (٢) إلّا في الترجيح بالاحتياط وإلا فسائر مضامينها موجودة في المقبولة وهي كافية ؛ نعم هي مؤيدة للمقبولة ؛ نعم يبقى الإشكال في الترجيح بصفات الراوي ؛ إذا خصّصنا الصفات في المقبولة بالحاكم ، إذ الدليل عليها منحصر في المقبولة والمرفوعة ، فبعد عدم حجيّة المرفوعة وعدم دلالة المقبولة ؛ يبقى اعتبارها في الراوي بلا دليل ، إلا أنّك قد عرفت استفادة ذلك من المقبولة ، مضافا إلى كفاية بناء العقلاء في اعتبارها ، بل الإجماع العملي ، بل الأخبار المذكورة بناء على التعدي عن المرجّحات فيها ، بحملها على المثاليّة (٣).
ويرد على أخبار رسالة القطب ما في المناهج (٤) من عدم ثبوت الرسالة عنه والجواب :
أولا : إنّه يكفينا نقل صاحب (٥) الوافية (٦) فإنّ كلامه ظاهر في كون الرسالة منه ،
__________________
(١) كتاب غوالي اللئالي ؛ للشيخ محمد بن أبي جمهور المولود سنة ٨٣٨ ه والمتوفى أوائل القرن العاشر ؛ راجع مقدمة كتاب كشف البراهين في شرح رسالة زاد المسافرين ـ طبع مؤسسة أم القرى / سنة ١٤٢٢ ه ، والمقصود الطعن على طريقة الرجل في كتابه هذا من حيث الجمع للروايات غثها وسمينها ، لا الطعن في ذات الرجل.
(٢) في نسخة (د) : إليهما.
(٣) المقصود بالمثاليّة : التمثيل بمعنى أنّ ما ذكر فيها بغرض ذكر بعض الأمثلة والمصاديق للكلي ليس إلا.
(٤) منهج المقال للميرزا محمد بن علي الاسترابادي المتوفي سنة ١٠٣٨ ه :
(٥) في نسخة (د) : نقل مثل صاحب الوافية.
(٦) الوافية : ٣٢٥.