أخوته ، فمع إظهاره لمراده من سرقة يوسف دون صواع الملك كيف يحصل غرضه؟
وكذا قوله تعالى (إِنِّي سَقِيمٌ) ، وهذا ممّا لا يحتاج إلى البيان.
وبالجملة الآيات إخبار عن القضايا السابقة الواقعة على هذه الكيفيّات ، وهي بظاهرها كذب من النبي (صلىاللهعليهوآله) (١) ، فأراد الإمام عليهالسلام أن ينزّه كلامه عن الكذب فقال : إنّ مراده كذا وكذا ، وهذا لا دخل له بالبطون ، ولا بإخفاء (٢) القرينة الحاليّة على غير المخاطبين الموجودين في زمان نزول الآية ، فهذه التوجيهات نظير أصل المطلب كما هو واضح.
وقال : وأمّا الأخير فمحمول على أنّ المراد أنّ الإنسان يمكنه (٣) عدم الكذب بالعدول عن كلام إلى كلام آخر لا يكون كذبا ، فإذا سأله سائل ولم يرد الجواب الواقعي فله أن يعدل عن الجواب إلى مطلب آخر.
قلت : وأنت خبير بما فيه ، وأنّه مثل أصل المطلب في وضوح الفساد ؛ وذلك لأنّ الخبر صريح في أنّ الكلام الصادر منّا ينصرف إلى وجوه ، وأنّ الكلمة الواحدة الصادرة كذلك ، وبمضمون هذا الخبر أو قريب منه أخبار أخر :
منها : ما عن البصائر (٤) عن الأحول عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا .. إنّ كلامنا لينصرف إلى سبعين وجها».
ومنها : ما عنها (٥) أيضا عن علي بن أبي حمزة قال : دخلت أنا وأبو بصير على أبي عبد الله عليهالسلام فبينما نحن قعود إذ تكلّم أبو عبد الله عليهالسلام بحرف فقلت في نفسي هذا والله حديث لم أسمع مثله قط ، قال فنظر في وجهي ثمّ قال : «إنّي أتكلّم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها إن شئت أخذت كذا وإن شئت أخذت كذا».
__________________
(١) أثبتناها من نسخة (د).
(٢) في نسخة (د) : باختفاء.
(٣) جاءت العبارة في نسخة (د) هكذا : لا يمكنه عدم الكذب.
(٤) بصائر الدرجات : ٣٤٩ حديث ٦ ، معاني الأخبار : ١ / ١ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / باب ٩ حديث ٢٧.
(٥) أي عن بصائر الدرجات : ٣٤٩ حديث ٣ ، نقله عنه الكراجكي في الخرائج والجرائح : ٢ / ٧٦٢ ح ٨١.