بعد سليمان بن داود وكانوا يعبدون شجرة يقال لها شاه درخت. وجاء الرسّ بمعنى الدّفن وبمعنى الحفر (وَثَمُودُ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ) ثمود قبيلة من العرب الأولى وهم قوم صالح. وصالح من ولد ثمود ، وقد سمّوا باسم أبيهم الأكبر ثمود بن عاثر بن آدم بن سام بن نوح. والمراد بفرعون هو وقومه الذين كانوا يخالفون موسى عليهالسلام ومتابعيه ليطابق ما قبله وما بعده (وَإِخْوانُ لُوطٍ) أي متابعوه عليهالسلام (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) الأيكة واحدة الأيك ، وهو الشّجر الملتفّ و (أَصْحابُ الْأَيْكَةِ) أصحاب الشجر الملتفّ وكان وظنهم مزدهرا بالأشجار وحياتهم في نعيم فكفروا بربّهم وأنكروا البعث والنشور كغيرهم. (وَقَوْمُ تُبَّعٍ) تبّع بضمّ التاء وفتح الباء المشدّد أحد التابعة من ملوك حمير سمّي به لكثرة أتباعه وهم سبعون تبّعا ملكوا جميع الأرض ومن فيها من العرب والعجم. وكان تبّع ابن تبّع الأكبر ابن تبع الأقرن وهو ذو القرنين. وفي بعض الأخبار أنّ تبّع لم يكن مؤمنا ولا كافرا ولكن كان يطلب الدّين الحنيف إلى آخره (كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ) أي ثبت ووجب وعده تعالى للمكذّبين للرّسل. بالانتقام. وفي الشريفة تسلية لرسول الله صلىاللهعليهوآله وتخويف للمنافقين والمشركين لعنهم الله جميعا.
١٥ ـ (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ...) عجزنا عن أن نأتي بمثل ما خلقنا أولا؟ يعني ما عجزنا أن نأتي بمثلكم وأحسن بألف مرّة ، أي كلّ شيء أردناه فهو تحت قدرتنا لأننا إذا أردنا شيئا نقوله له كن فيكون. وبعبارة اخرى : أفعجزنا عن الإبداء حتى نعجز عن الإعادة؟ وهكذا تقرير لهم لأنهم اعترفوا بأنه هو الخالق للعالم ثم أنكروا البعث والنّشر ثانيا ، ويقال لكلّ من عجز عن شيء : عيّ به ، يعني لم يقدر عليه (بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) أي أنهم لا ينكرون قدرتنا عن الخلق الأول بل ينكرون الثاني لشبهة حصلت فيه مثلا كشبهة الآكل والمأكول الّتي لا يقدر الإنسان على دفعها ، أي الإنسان الذي لا وسع له في العلم ولا سيّما في المعقول