عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (١٦))
٦ ـ ١٦ ـ (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ...) كلّا : كلمة ردع وزجر ، والمعنى : انزجروا عن المعاصي فإن الأمر ليس على ما أنتم عليه فإن كتاب الفجّار الحاوي لما ارتكبتموه من الفجور وعظائم الأمور لفي سجّين ، أي مسجّل فيه. فالفجار يكونون في سجّين التي هي الأرض السابقة كما عن ابن عباس وكثيرين. وقيل إن روح الفاجر يصعد بها الى السماء فتأبى قبولها فيهبط بها إلى سجّين وهو موضع جند إبليس ، فكتاب عملهم أيضا يوضع هناك. وقيل إن سجين جبّ في جهنم مفتوح ، والفلق جبّ في جهنّم مغطىّ كما في رواية أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآله (وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ) أي وما علمك به يا محمد ، فلست تعلمه أنت ولا قومك. ثم فسّر سبحانه كتاب الفجّار بقوله : (كِتابٌ مَرْقُومٌ) أي مسجّل رقم لهم فيه ما عملوه من السيئات وختم لهم فيه بشرّ وسوء (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) هذا تهديد لمن يكذّب بالبعث والجزاء ، فالمكذّبون هنا هم (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) أي بيوم الجزاء لأنه يكذّب بحقّ لا ريب فيه (وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) أنه يكذّب به التارك للحق المتّبع للباطل الكثير الإثم الذي (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي إذا قرئ عليه القرآن قال هذا من أباطيل الأمم السابقة التي لا أصل لها (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) أي : لا ، فليس الأمر كما زعموا ، بل غلب على قلوبهم الرّين وهو أن يتراكم الذنب فوق الذنب حتى يموت القلب ولا يعدّ الذنب ذنبا. وفي العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ما من عبد مؤمن إلّا وفي قلبه نكتة بيضاء ، فإذا أذنب ذنبا خرج من تلك النكتة نكتة سوداء ، فإذا تاب ذهب ذلك السواد ، وإن