ومن الوعد والوعيد ولا أعلم إلّا ما علّمني ربّي.
٢٧ ـ (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ...) أي فلما شاهدوا العذاب قريبا منهم يوم القيامة ، وعلى هذا فاللفظ في الماضي ولكنه أريد به المستقبل لأنه واقع لا محالة ، فعندها تسودّ وجوههم بالسوء ويغمرها الغمّ والحزن والكآبة والخزي (وَقِيلَ) لهم توبيخا حين يرون العذاب : (هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) أي هذا الذي كنتم تدعون الوصول إليه ، فقد قال الغراء : تدّعون ، وتدعون واحد. فالذي كنتم تستعجلون حصوله قد حصل وأنتم وجها لوجه مع الجنّة والنار والحساب والثواب والعقاب وأنواع النعيم وأنواع العذاب. وفي المجمع عن الباقر عليهالسلام : فلمّا رأوا مكان عليّ عليهالسلام من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، سيئت وجوه الذين كفروا ، يعني الذين كذّبوا بفضله ، وفيه أن الأعمش قال : لمّا رأوا لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام عند الله من الزّلفى ، سيئت وجوه الذين كفروا.
٢٨ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ ...) يعني قل يا محمد للكفّار الذين عاندوا دعوتك : ماذا بيدي لو شاء الله فأهلكني بالموت وأمات من معي من الأتباع (أَوْ) إن شاء ف (رَحِمَنا) بتأخير آجالنا لنعمل بطاعته ونستزيد من ثوابه ، ولكن (فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) إذا نزل بهم بعد أن استحقّوه بالكفر والعناد ، ومن يرفع عنهم ذلك العذاب إذا أنزله الله تعالى بهم ، وقد قيل إن الكافرين كانوا يتمنّون موت محمد صلىاللهعليهوآله وموت أصحابه ؛ فقال له الله تبارك وتعالى قل لهم يا محمد إن أماتني الله وأمات أصحابي أو أبقانا فرحمنا فهو وليّنا ، ولكن من الذي يؤمّنكم من العذاب حين وقوعه بكم ولا رجاء لكم كرجائنا بربّنا عزوجل؟.
٢٩ ـ (قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا ...) يعني قل يا محمد