طعامه (قالُوا لا تَخَفْ) لأنهم أحسّوا أنّه عليهالسلام خاف منهم حيث إنّهم امتنعوا عن الأكل والعادة جرت على أن يأكل الضّيف عند المضيف إذا لم يرد سوءا بمضيفه. (وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) وهو إسحاق (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) أي توجّهت امرأته سارة صارخة في صيحة استهجان فلطمت على صورتها تعجّبا وقالت : أنا عجوز عقيم ، أي بنت تسع وتسعين سنة ومن بلغ هذا القدر من العمر فيطلق عليه العجوز وقولها عقيم أي لم أولد بعد هذا المبلغ من العمر ، والعقيم بحسب اللغة لا عقب له مع أنه من شأنه أن يكون له عقب. ويطلق العقيم بهذا اللفظ على الذكر والأنثى وحاصل معناه في كليهما واحد أي مقطوع العقب سواء كان أو كانت من الأوّل كذلك أم حصل ذلك بعد مرض عرض له أو لها فيطلق عليه وعليها عاقر (قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ) أي كما قلنا حينما قلنا في البشارة (إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ) في صنعه (الْعَلِيمُ) بخلقه.
٣١ إلى ٣٤ ـ (قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ...) أي ما هو شأنكم (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) أي إلى قوم لوط الذين يرتكبون الفواحش (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ) الحجارة على قسمين : قسم هو الحجارة الصخريّة المعروفة ، وقسم آخر هو طين يحرق في نار الجحيم فيصير حجرا قاسيا أمره صعب مستصعب ، وهو يسمّى بالسّجّيل ، والله تعالى أعدّه للعذاب ، ويكون أكبر من حبّة العدس وأصغر من البيضة (مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) أي جرى وسمها وإعدادها حسب اللازم وأعدّت للمتجاوزين حدود الله المنغمسين في الفجور الذين لا يقفون عند حدّ في ارتكاب الفواحش.
* * *
(فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَما وَجَدْنا فِيها