الذي هو الباب لفتح تلك الشبهات في التوحيد. وعن الباقر عليهالسلام أنه سئل عن هذه الآية فقال : ذلك أن الله تعالى إذا أتى بهذا الخلق وهذا العالم وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النّار جدّد الله عالما غير هذا العالم وجدّد خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحّدونه ، وخلق لهم أرضا غير هذه الأرض تحملهم ، وسماء غير هذه السّماء تظلّهم. لعلّك ترى أن الله تعالى إنّما خلق هذا العالم الواحد ، وترى أن الله لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى والله لقد خلق ألف ألف عالم وألف ألف آدم وأنت في آخر تلك العوالم الآدميّين.
* * *
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٦) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (١٧) ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨) وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١))
١٦ ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ...) أي ما تحدّثه به نفسه ، وهو ما يخطر بالبال والوسوسة الصوت الخفيّ (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) أي نعلم صوت أموره الخفيّة الّتي ليس لها صوت بل تخطر على البال فقط فكأننا أقرب إليه من شرايين دمه. وفي قوله (حَبْلِ الْوَرِيدِ) المراد بالحبل هنا العرق ، وإضافته إلى الوريد بيانيّة. والوريد هو العرق المكتنف بصفحة العنق وفي مقدّمها متّصل بالوتين ، والوتين عرق يتعلّق بالقلب إذا قطع مات صاحبه. و (حَبْلِ