حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٩) إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٠))
٧ و ٨ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ...) الخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوآله والمقصود به سائر المكلّفين. وفيه استفهام يفيد التقرير أي اعلموا أن الله محيط بجميع المعلومات في السماوات والأرض ولا يفوته شيء مما يجري فيهما لأنه صدر عن تقديره وبعلمه ، ولذلك (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) يعني أن نجواهم معلومة عنده كأنه كان رابعا لهم حين المناجاة (وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ) أي حين يتناجى خمسة يعرف نجواهم كأنه سادس المتناجين يعرف سرّهم وما قالوه (وَلا أَدْنى) أقل ممّا ذكر (مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا) يعني أنه مطّلع على تصرفات الكلّ فرادى ومجتمعين كأنما هو معهم وشاهد لهم فهو مع الإنسان أينما كان ولا يخفى عليه أمر من أموره (إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) لأنه شاهد ومشاهد لكل ما يخصّه. (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى) أي ألم تعرف حال هؤلاء الذين يتحدّثون سرّا بما يؤذي المسلمين ويجلب لهم الغمّ والحزن وهم المنافقون واليهود وأعداء الذين (ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ) أي يرجعون إلى ما كانوا عليه من المناجاة رغم نهيهم عنها (وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) أي يتسارّون فيما بينهم بما يخالفون به رسولنا (وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) الذي نهاهم عن مثل هذه النجوى فعصوه