أطلع رسولي عليه (وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ) أي من والى عدوّي وأسرّ إليهم بأخبار رسولي أيها المؤمنون (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) أي انحرف وعدل عن طريق الحقّ وحاد عن طريق الرّشد ، لأن الكفّار والمنافقين (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ) يصادفوكم ويظفروا بكم (يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً) ظاهري العداوة (وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ) يضربوكم ويقتلوكم ويشتموكم ويؤذوكم بأيديهم وألسنتهم (وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) أي أحبّوا أن تكفروا وترجعوا عن دينكم. و (لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ) لا تفيدكم القربى (وَلا أَوْلادُكُمْ) يفيدونكم ، وهم الموجودون بمكة من الذين تبلّغونهم أخبار النبيّ (ص) والمسلمين (يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ) الله تعالى (بَيْنَكُمْ) فيجعل أهل الطاعة في الجنّة وأهل المعاصي في النار حيث لا يجتمع المؤمن في الجنّة مع قريبه الكافر لأنه يكون في جهنّم (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) مطّلع على أعمالكم عالم بأحوالكم.
* * *
(قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٤) رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٥))
٤ و ٥ ـ (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ ...) أي أنه قد كان لكم خير قدوة بإبراهيم الخليل عليهالسلام (وَالَّذِينَ مَعَهُ) من المؤمنين