عليهالسلام، وقيل إذا أقبل بظلامه أيضا والعسعسة تعني الضدّين (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) إذا أسفر وأضاء وامتدّ ضياؤه حتى يصير نهارا (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) هذا جواب القسم ، أي وحقّ ما ذكرناه أن القرآن قول رسول كريم على الله تعالى ، وهو جبرائيل عليهالسلام ، قد حمل كلام الله سبحانه الذي أنزله على لسانه إلى نبيّه (ص) والمعنى أن محمدا صلىاللهعليهوآله سمعه منه ، ولم يقله من عند نفسه. وقد أضاف القول سبحانه إلى جبرائيل عليهالسلام لأنه قال له : ائت محمدا صلىاللهعليهوآله وقل له كذا وكذا. ثم وصف هذا الملك العظيم فقال : (ذِي قُوَّةٍ) على تبليغ ما حمّلناه من الرسالة ، وذي قدرة في نفسه لأن منها اقتلاع مدائن لوط بمن فيها بقوادم جناحه ، ورفعها إلى عنان السماء وقلبها رأسا على عقب ، فهو كذلك من حيث القوّة ، وهو (عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) أي هو ذو مكانة عند صاحب العرش تبارك وتعالى ، رفيع المنزلة ، مقرّب لديه (مُطاعٍ ثَمَ) أي أنه مطاع هناك في السماء ، تطيعه الملائكة فيها ، ومن ذلك أنه أمر خازن الجنّة بفتح باب الجنّة ليلة المعراج ففتحها فدخل محمد صلىاللهعليهوآله ورأى ما فيها ، ثم أمر خازن النار ففتح له عنها حتى نظر إليها. وهو إلى جانب ذلك (أَمِينٍ) مؤتمن على الوحي والرسالات السماوية ..
وفي المجمع أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لجبرائيل عليهالسلام : ما أحسن ما أثنى عليك ربّك : ذي قوّة عند ذي العرش مكين ، مطاع ثمّ أمين ، فما كانت قوّتك ، وما كانت أمانتك؟ فقال : أمّا قوّتي فإني بعثت إلى مدائن لوط في كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري ، فحملتهم من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب ، ثم هويت بهنّ فقلبتهن. وأمّا أمانتي فإني لم أؤمر بشيء فعدوته إلى غيره. ثم خاطب الله تعالى بعد ذلك جماعة الكفّار قائلا : (وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) أي ليس هذا الذي يدعوكم إلى الله