محمد (هُوَ أَعْلَمُ) من جميع الخلق ومنك وأدرى (بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) أي عدل عن سبيل الحق (وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى) وأعرف بمن هدي إلى الحق.
* * *
(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى (٣٢))
٣١ و ٣٢ ـ (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ...) يخبر سبحانه عن عظمة ملكه وسعة سلطانه ، فله السّماوات والأرض وما فيهنّ (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا) قيل إن اللّام جارّة وهي تتعلّق بمعنى الآية السابقة ، أي أنه تعالى أعلم بمن ضلّ وبمن اهتدى ، وإذا كان كذلك جازى كلّا بعمله وبما يستحقه (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا) أي وحّدوا ربّهم وعبدوه : فيجازيهم (بِالْحُسْنَى) أي بالجنّة التي وعدهم بها. ثم وصفهم سبحانه بقوله : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ) أي الذنوب العظيمة والكبائر (وَالْفَواحِشَ) وهي أقبح الذنوب (إِلَّا اللَّمَمَ) أي صغار الذنوب كالنظرة والقبلة وما كان دون الزّنى (إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ) لمن تاب وأناب (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ) حتى قبل خلقكم (إِذْ) حيث (أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) يعني بذلك أباكم آدم عليهالسلام ، ويعني الجميع لأنهم يتغذّون بما يعطيهم الله تعالى من الأرض (وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ