ملاقيك وستعالج سكرته بلا ريب.
٢٠ ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ...) أي نفخة البعث (ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) أي يوم وقوعه وتحقّقه.
٢١ ـ (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ...) أي سائق يسوقها إلى محشرها وشاهد يشهد عليها بعملها الّذي عملته في دار الدّنيا. والمراد بالسّائق والشاهد هما الملكان اللّذان كانا معها في دار الدّنيا وكانا يكتبان أعمال خيرها وشرها واحد على يسارها على ما قدّمناه.
٢٢ ـ (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا ...) الكلام على إضمار القول وتقديره والقائل المقدّر هو الله سبحانه ، يخاطب نبيّه صلىاللهعليهوآله بانّه إذا كان يوم القيامة تحضر كلّ نفس وكأنه يقال لها بلسان الحال بأمر منه تعالى (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ) أي أزلنا ونزعنا الحاجب لأمور المعاد حيث كنتم منهمكا في المحسوسات والألفة لها وحصر النّظر فيها وكنت لا تتصور يوم القيامة ولا شيئا من المغيّبات ، لأنّ من كان في دار الدنيا كان هكذا لو خلّي وطبعه لا ينظر إلى غير ما حوله من المرئيّات ويوم القيامة تنكشف وأمام عينه بقدرة الله سبحانه وتعالى إذ أزمة الأمور كلّها بيده ، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) أي نظرك في دار البقاء في غاية الشدّة والحدّة فينفذ بحيث تزول الموانع للأبصار.
* * *
(لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢) وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣) أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ