أدبارهم حين هزيمتكم لهم في يوم بدر مثلا (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ) فهي موعد العذاب لجميع العصاة (وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) أي أعظم في الضرر والإزعاج لهم وأشدّ في المرارة حين يذوقون العذاب الأليم الشديد المرارة ، ولا يخلّصهم من العذاب أحد (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) أي في ضياع عن وجه الخلاص والنجاة وطريق الجنّة وهم صائرون إلى نار ذات سعير ، فهم في ضلال : أي هلاك لذهابهم عن الحق (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ) يجرّون فيها (عَلى وُجُوهِهِمْ) مكبكبين فيها تجرّهم ملائكة العذاب الذين يقولون لهم : (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) يعني تذوّقوا طعم إصابتها لكم بالعذاب واللهب المحرق. وسقر هي جهنّم.
* * *
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥))
٤٩ إلى ٥١ ـ (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ...) أي أننا جعلنا كلّ شيء خلقناه مقدّرا بحسب الحكمة التي اقتضتها مشيئتنا. وكذلك كل شيء أوجدناه ، ومثله العذاب الذي أعددناه للكفّار والمنكرين ، ومثله الثواب المذخور للمؤمنين والمصدّقين ، فكلّ أمر عندنا مقدّر محتوم في لوحنا المحفوظ (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) أي أن الأمر الصادر عنّا ينفذ كطرف البصر وكخطف النظرة السريعة ، وكذلك إذا أردنا أن تقوم