الكريم ذكر لسبع أرضين إلّا في هذه الآية المباركة. وقد عبّر أن السماوات طباقا فوق بعضها ، ولكنه لم يصف الأرضين أنها طباق ولا غير ذلك ، وهو سبحانه أعلم بما خلق ، ولعلهنّ جميعهن تحت السماء الدنيا وفي أنحاء الفضاء. ولكن في العياشي عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام أنه قال ـ كما عن الحسين بن خالد ـ : بسط كفّه ثم وضع اليمنى عليها فقال : هذه الأرض الدنيا والسماء الدنيا عليها قبّة ، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا والسماء الثانية فوقها قبّة ، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبّة ، حتى ذكر الرابعة والخامسة والسادسة فقال : والأرض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السابعة فوقها قبّة ، وعرش الرحمان فوق السماء السابعة ، وهو قوله : (سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ) أي يتنزل الأمر لنبيّنا (ص) من فوق السماوات والأرضين ، وكذلك ينزل الملائكة بأمر ربّهم فيما بينهن بالحياة والموت والرزق وتصريف الأمور بحسب الحكمة وغير ذلك (لِتَعْلَمُوا) لتعرفوا (أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) قادر لذاته على تصريف أمور ما خلقه (وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) أي أنه لا يفوته شيء ممّا يجري في مخلوقاته.
* * *