بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (١٣) أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦))
٨ و ٩ ـ (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ، وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ :) أي لا تكن مطيعا للمكذبين بتوحيد الله تعالى والجاحدين لوجوده ولنبوّتك ، ولا توافقهم فيما يريدون منك ، لأنهم يحبّون أن تداهنهم في دينك وتلين لهم فيلينون لك ويتظاهرون بمسايرتك وبتصديقك وينافقون في إظهار التصديق وإضمار العداوة والتكذيب لك ، فهم يحبّون أن تصانعهم فيصانعوك كذبا وزورا.
١٠ إلى ١٦ ـ (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ، هَمَّازٍ مَشَّاءٍ ...) ولا تركن يا محمد لكثير الحلف بالباطل من جهة قلة مبالاته بالكذب لأنه مهين : أي ذليل عند الله وعند سائر الناس وقيل إنها نزلت بالوليد بن المغيرة الذي عرض المال على النبيّ صلىاللهعليهوآله ليرجع عن دينه ، وقيل نزلت في غيره من كل همّاز أي وقّاع في الناس كثير الغيبة لهم ، مشاء بنميم ساع بينهم بالنميمة يعمل على ضرب بعضهم ببعض (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) بخيل مقترّ بالمال ، فقد قيل إن هذا الكافر قال : من دخل في دين محمد فإنني لا أنفعه بشيء أبدا ، ولا تطع كل (مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) أي المتعدي على الحق المجاوز له الفاجر الذي يرتكب الآثام الظالم لنفسه ولغيره (عُتُلٍ) فاحش سيء الخلق (بَعْدَ ذلِكَ) من الصفات القبيحة شديد الكفر والخصومة بالباطل (زَنِيمٍ) أي دعيّ قد ألصق بقوم وألحق بهم ليس هو منهم في النّسب فصار يعرف بذلك كما تعرف العنزة بزنمتها أي باللّحمة المدلّاة في عنقها شبه القرط في الأذن. وعن عليّ عليهالسلام أن الزنيم هو الذي لا أصل