أموالكم (قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا) تنزيها له وتعظيما وقد ظلمنا أنفسنا حين عزمنا على حرمنا المساكين حقّهم ، وقالوا : (إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) لأنفسنا ويضرنا بقولنا الذي قلناه وفعلنا الذي فعلناه.
٣٠ إلى ٣٣ ـ (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ ...) أي أخذ يلوم بعضهم بعضا على ما كان منهم من تفريط و (قالُوا) فيما بينهم : (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ) أي قد أسرفنا في الظلم وتجاوزنا الحدود فيه. والويل هو الوقوع في المكروه والمشقّة (عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها) أي لعل الله تعالى يخلف علينا ما هو خير من هذه الحديقة التي أتلفتها آية من آيات ربّنا بسبب سوء تصرّفنا ، وقد تّبنا إلى ربّنا و (إِنَّا إِلَى اللهِ راغِبُونَ) بعد توبتنا مما فرط منّا (كَذلِكَ) أي مثل هذا الذي جرى يكون (الْعَذابُ) للعاصين في الدنيا (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ) منه وأعظم وأشد إيلاما وأطول مدة (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) لو عقلوا ذلك وآمنوا به.
* * *
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٣٤) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (٣٥) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٦) أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (٣٧) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ (٣٨) أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ (٣٩))
٣٤ ـ (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ :) بعد أن ذكر قصة أصحاب الحديقة وتوبتهم وذكر عذاب العاصين في الدنيا وشدة عذابهم في الآخرة ، عقّب سبحانه بما أعدّه للمؤمنين الذين يتجنّبون سخطه ويطلبون