ففي كلّ شيء لك آية تدلّ على أنّك واحد ليس كمثلك شيء وليس لك في جميع عوالم الكون ثان ولا مثل ولا شبيه ، ولكن الهياكل التي في صور الإنسان ضلّوا عن معرفته تعالى ولم يقبلوه ربّا ومعبودا ، بل هم ينكرونه سبحانه عزوجل.
* * *
(أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ (٦) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٧) تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٨) وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩) وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (١١))
٦ ـ (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها ...) أي كيف لا ينظر من كفر بالبعث والنشور إلى السماء كيف رفعناها فوقهم بلا عمد ولا شيء آخر تعتمد عليه وتتّكئ؟ وهذا ليس إلّا من كمال قدرتنا الكاملة حيث قلنا لها كوني فكانت (وَزَيَّنَّاها) بالشمس والقمر والنّجوم وجعلناها مهابط وحينا ومساكن ملائكتنا ونزول بركاتنا وغيرها ممّا هو موجب لشرفها على غيرها من المخلوقات (وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ) أي ليس فيها شقوق بل هي متلاصقة الطّباق شديدة البناء والسّمك.
٧ ـ (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها ...) أي بسطناها وأوسعناها يمنة ويسرة وفي جميع جوانبها حسب استعدادها وتمكنها (وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ) أي جبالا مستقرّة ثوابت لو خلّيت وطبعها لمادت بأهلها ولكن الجبال جعلت لها