لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (١٣) يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥))
١١ إلى ١٥ ـ (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) ... القرض هو ما تعطيه لغيرك ليقضيك إياه حين توفّره لديه. فمن منكم أيها الناس ينفق من ماله في سبيل الله ثم يعتبره قرضا لله ودينا عليه سبحانه بطيبة نفس (فَيُضاعِفَهُ لَهُ) أي يجعل له جزاء إقراضه هذا من سبعة إلى سبعين ضعفا ، بل إلى سبعمائة؟ وقد قالوا إن القرض الحسن يجب أن تتوفّر فيه عشر صفات ، هي : أن يكون من الحلال ، ومن أكرم ما يملكه صاحبه دون الرديء ، وأن يتصدق وهو يحب المال ويرجو الحياة ، وأن يكتمه ما أمكن ، وأن لا يتبعه المنّ والأذى ، وأن يقصد به وجه الله ولا يرائي بذلك ، وأن يستحقر ما يعطي وإن كثر ، وأن يكون من أحبّ ماله إليه ، وأن يضعه في الأحوج الأولى بأخذه (وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) أي لهم ثواب وجزاء خالص كثير ، وقد وصف بالكريم لأنه يجرّ نفعا كثيرا ، وهو هنا الجنّة (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) يا محمد في ذلك اليوم (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) أي أن ضياءهم الذي خلعه عليهم ربّهم تبارك وتعالى لإيمانهم يضيء لهم طريق الصراط ويكون دليلهم إلى الجنّة. وعن قتادة كما في المجمع أن المؤمن يضيء له نور كما بين عدن إلى