(سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ (٤٠) أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٤١) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ (٤٣) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥))
٤٠ و ٤١ ـ (سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ ، أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ ...) أي اسألهم با محمد : من يكفل لهم في الآخرة أن يكون لهم ما للمسلمين من الكرامة والعفو والمغفرة والرضوان؟ (أَمْ) أنهم ذوو شركاء وشفعاء يشفعون لهم يوم الدين؟ (فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ) فليجيئوا بأولئك الشركاء الذين يعبدونهم مع الله ، والذين يدفعون عنهم سخط الله وعذابه (إِنْ كانُوا صادِقِينَ) في دعواهم.
٤٢ و ٤٣ ـ (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ...) أي فليجيئوا بشركائهم الذين عبدوهم مع الله في ذلك اليوم الذي تبدو فيه الأهوال قائمة على قدم وساق بحيث لا يردّها شيء حين تشتد ، ويطلب منهم على وجه التوبيخ أن يسجدوا لربّهم (فَلا يَسْتَطِيعُونَ) فلا يقدرون على أداء السجود الذي يلجأ إليه الخائف من الأمر العظيم ليكشفه الله سبحانه عنه كما يفعل المؤمنون في دار الدنيا ، فتراهم (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) أي ذليلة منكّسة إلى الأرض من الفزع والندم (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) تغشاهم مهانة فتتعبهم وتثقل كواهلهم (وَقَدْ كانُوا) في الدنيا (يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) لربّهم (وَهُمْ سالِمُونَ) ناجون من هذه الآفات ،