حكينا عن احتضاره من المؤمنين السابقين إلى مرضاة الله عزوجل (فَرَوْحٌ) أي فله راحة تامة وجميع ما تستلذّه نفسه ويحبه مما يزيل همّه ويجلب سروره (وَ) وله أيضا (رَيْحانٌ) أي رزق في الجنة. والرّيحان هو النّبت الذي يشمّ وقيل إن له ريحانا من الجنّة يؤتى به عند الموت. وقيل إن الرّوح هو النجاة من النار ، والرّيحان الدخول في دار القرار (وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) أي وله تلك الجنّة الموصوفة يدخلها (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) أي إذا كان المتوفّى من هؤلاء المؤمنين وقد مرّ وصفهم في هذه السورة المباركة (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) أي فيقال له : سلمت وترى في أصحاب اليمين ما تحبّ من السلامة والبعد عن المكاره. وقيل معناها : فسلام لك أيها الإنسان الذي هو من أصحاب اليمين وسلامة من عذاب الله تعالى.
* * *
(وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦))
٩٢ إلى آخر السورة المباركة ـ (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ...) أي وإذا كان المحتضر من المكذّبين بالتوحيد والبعث والرّسل وبأوامر الله ونواهيه ، ومن الضالّين عن الهدى والحق (فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) فله مقام في جهنّم وقد أعدّ له طعام وشراب من حميمها الذي يقطّع الأمعاء (وَ) له أيضا (تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) أي إدخال في نار عظيمة اللهب والحرارة (إِنَّ هذا) الذي نقوله لكم أيها العباد (لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) أي الحقّ المؤكّد ،