(مَجْنُونٌ) أي قد طمس على عقله (وَازْدُجِرَ) أي زجروه وشتموه ورموه بكل قبيح افتراء عليه (فَدَعا رَبَّهُ) استغاث به قائلا (أَنِّي مَغْلُوبٌ) مع قومي مهان مظلوم (فَانْتَصِرْ) فانتقم لي منهم وانصرني عليهم ودمّرهم وأهلكهم لأنهم قهروني بالعناد ولم يقنعوا بحججي وبراهيني.
* * *
(فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (١١) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢) وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ (١٣) تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ (١٤) وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٥) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (١٦) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧))
١١ إلى ١٥ ـ (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ ...) هذا بيان منه سبحانه لاستجابته إلى دعاء نبيّه نوح عليهالسلام ، فإنه حين دعا الله على قومه بالإهلاك فتح الله تعالى أبواب السماء وفجّرها بالمطر فأجرى الماء كأنه كان محصورا بباب انفتح عنه فانهمر : أي انصبّ انصبابا قويّا شديدا لا ينقطع (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) أي شققناها فخرجت منها الينابيع حتى جرى ماء المطر وماء الينابيع على وجه الأرض فصارت طوفانا من الماء عجيبا (فَالْتَقَى الْماءُ) أي ماء السماء وماء الأرض (عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) أي اجتمعنا من أجل إنجاز أمر قدّره الله سبحانه وهو إهلاك قوم نوح بالغرق ، كما قدّر ذلك عليهم في سابق علمه وسجّله في اللوح المحفوظ (وَحَمَلْناهُ) أي حملنا نوحا عليهالسلام لننجيه من الغرق (عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ) على سفينة مصنوعة من اللوح المركّب بعضه إلى بعض ، وهي أخشابها. والدّسر يعني المسامير التي شدّتها بعضها إلى بعض ، ثم