مطفأة بعد أن لفّت على بعضها ، وإذا تساقطت النجوم وانتثرت وتزعزعت عن أماكنها وأفلاكها (وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) أي نسفت عن وجه الأرض وأصبحت كالسراب كما عبّر سبحانه في غير مكان (وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ) العشار هي النوق الحوامل التي أتي عليها عشرة شهور ، وهي تسمّى عشارا حتى بعد الوضع وهي أغلى ما عند العرب ، فإذا تركت هذه العشار بلا راع مهملة لا صاحب لها ولا مسئول عنها (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) أي إذا جمعت يوم القيامة ليقتصّ بعضها من بعض (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) أي حيل ما بين عذابها ومالحها وتفجّر بعضها على بعض فصارت بحرا واحدا ـ وقيل أوقدت فصارت نارا تضطرم (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) أي إذا قرن كلّ شكل من الناس مع شكله من أهل الجنة أو من أهل النار. وقيل يقرن الغاوي بمن أغواه ، كما أنه قيل : قرنت نفوس المؤمنين بالحور العين ، ونفوس الكافرين بالشياطين (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) أي وإذا سئلت البنت التي دفنها أهلها حية خوفا من عارها إذا كبرت ، فقد كانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت إليها ، فإن ولدت بنتا رمتها حيّة في الحفرة ، وطمرتها بالتراب لتموت وإن ولدت غلاما أبقته واحتفظت به. فإذا سئلت هذه البنت التي طمرها أهلها بالتراب (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) يعني إذا فتحت كتب أعمال الناس التي كتبتها الملائكة الحفظة عليهم ليقرأها أصحابها وليعرفوا ما يستحقونه من ثواب أو عقاب جزاء ما عملوه (وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) أي أزيلت عن موضعها كما يكشف الجلد حين يسلخ عن الحيوان المذبوح ، وقيل : إذا رفعت وكشفت عمّن فيها لأن الكشط رفع شيء عن شيء غطّاه (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) أي إذا أوقدت وازداد ضرامها (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) يعني إذا قربت من أهلها ، فيزداد أهلها سرورا بمرآها ، كما يزداد الكافرون عذابا وحسرة بمرأى جهنّم ... إذا كان ذلك الذي ذكره تبارك وتقدّس (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) أي علمت ما وجدته حاضرا من عملها