الذي جنته وكأنها أحضرته هي بنفسها لأنه جاء معها مكتوبا تحمله في يمينها أو في شمالها.
* * *
(فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٩))
١٥ ـ ٢٢ ـ (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ...) الخنّس : جمع خانس ، وهو المستتر ، والكنّس : جمع كانس ، وهو الذي يختفي في الكناس ، كالظبي يختبئ في كناسه. فقد أكدّ سبحانه وتعالى كلّ ما ذكره في نصف السورة الذي مضى بالقسم ، فلا أقسم : يغني : أقسم ، لأن «لا» زائدة كما مرّ سابقا ، فهو تعالى يقسم بمخلوقاته الدالة على عظمته (بِالْخُنَّسِ) أي النجوم التي تظهر في الليل وتخنس في النهار ، أي تختفي ، و (الْجَوارِ) هي صفة للنجوم لأنها تجري في أفلاكها الخاصة بها و (الْكُنَّسِ) صفة من صفاتها أيضا لأنها تطلع وتتوارى في بروجها كما تتوارى الظّباء في كناسها. وعن عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام أن هذه النجوم التي أقسم بها هي الخمسة الأنجم : زحل والمشتري والمريخ والزّهرة وعطارد (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) يعني إذا أدبر بظلامه كما عن أمير المؤمنين