حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧))
٨٣ إلى ٨٧ ـ (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ...) أي فهلّا إذا بلغت روحكم الحلقوم عند الموت (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ) أي وأنتم يا أهل الميّت في ذلك الوقت (تَنْظُرُونَ) ذلك وترون حاله ولكنكم لا تستطيعون دفع ذلك ولا الحيلولة دون قبض نفسه (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ) أي أننا ألصق به قدرة وعلما بحاله (وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ) لا ترون ذلك ولا تعلمون شيئا مما يجري في تلك اللحظة. وقيل معناه أن الملائكة الموكّلين بقبض الأرواح أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرونهم (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) والعامل في (إِذا) محذوف يدل عليه الفعل الواقع بعد (فَلَوْ لا) وهو (تَرْجِعُونَها) ويكون التقدير : فلو لا ترجعونها إذا بلغت الحلقوم ، (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) ، فكرّر «لو لا» لطول الكلام. والحاصل أنه فهلّا ترجعون نفس من يعزّ عليكم إذا بلغت حلقومه عند الموت وتعيدونه صحيحا. و (غَيْرَ مَدِينِينَ) معناه : غير مملوكين وأموركم بيد غيركم ، فإن كنتم صادقين ردّوا الأرواح من حلوقكم إلى أجسامكم قبل قبضها عند الموت. ولن تقدروا على شيء من ذلك لأنه تدبير حكيم عليم وقضاء قادر قاهر جلّ وعلا.
* * *
(فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١))
٨٨ إلى ٩١ ـ (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ...) أي فإن كان الميّت الذي