من سوء عملهم الّذي أوصلهم إلى العذاب ، وقيل غير ذلك (وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) أي أمات الأحياء في الدّنيا ، وأحياهم في الآخرة للحساب والجزاء وما من أحد يملك هذه القدرة غيره.
٤٥ إلى ٤٩ ـ (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ...) أي جعل الصّنفين والنوعين من جميع الحيوانات ، وذلك (مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى) أي من نطفة ـ نواة صغيرة جدا ـ تنصبّ مع المنيّ في رحم المرأة ويخلق منها الولد بعد أن تلبث فيه وقتا مقرّرا (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى) أي إعادة الخلق يوم البعث حين تعود الأجساد إلى ما كانت عليه في دار الدنيا ، وقد جعل هذا الأمر واجبا عليه أخذه على نفسه ليجزي المحسن بإحسانه ويعاقب المسيء على إساءته ، ولذلك قال : (وَأَنَّ عَلَيْهِ) أي قد ضمن ذلك ليقتصّ للمظلوم من الظالم وليثيب من عمل الصالح (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) أي أغنى بالمال ، ومكّن الناس من اقتناء الأشياء والحصول عليها مالا كانت أو غير مال ، وهو ما يدّخر بعد الاكتفاء منه. وقيل أغنى بالقناعة وأقنى بالرضا (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) أي خالقها وموجدها ومالكها دون غيره. وقيل إن خزاعة كانت تعبد الشّعرى التي هي مجموعة نجوم هائلة الحجم متباعدة المسافات ، كثيرة العدد ، وربّما كانت هي التي يسميها الناس درب التّبان.
* * *
(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (٥٠) وَثَمُودَ فَما أَبْقى (٥١) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (٥٢) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (٥٣) فَغَشَّاها ما غَشَّى (٥٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (٥٥) هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (٥٦) أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (٥٧) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ