والسفاهة بسبب شربها كخمور الدنيا التي من لوازمها قول الباطل والعربدة التافهة والكلمات التي لا طائل تحتها كما لا يخفى على من شاهد أهل السّكر في مجالس الشراب وهم في أباطيلهم وفحشهم.
٢٤ إلى ٢٨ ـ (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ...) أي يدور عليهم خدمهم ومماليكهم الذين هم في الحسن والبهاء كالدّرر المستورة المخبّأة في الصّدف والمحفوظة في الأحقاق لتحتفظ برونقها وحسنها (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) أخذ يسأل بعضهم بعضا عن أحوالهم ويتحدّثون بنعمة ربّهم ويتلذّذون بذكرها (قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ) أي في أيام الدنيا (فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) خائفين من عذاب الله وحاذرين منه فمن الله علينا بالرحمة والمغفرة والعفو (وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ) أي جنّبنا النّار النافذة حرارتها في المسامّ ، ذلك (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ) أي نعبده ونحن في دار الدنيا ونسأله فضله ورحمته وعفوه (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) أي أن ربّنا سبحانه كذلك ، والبرّ هو الجامع للخير كلّه ، وقد يراد هنا. ببرّه عطاءه أي الجنّة بقرينة المقام. والرّحيم هو عظيم الرّحمة.
* * *
(فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (٢٩) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (٣١) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٣٢) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤))
٢٩ إلى ٣١ ـ (فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ ...) أي